كشف السفير الصيني بالمغرب، لي تشانغ لين، عن معطيات جددية بخصوص أكبر مصنع بالمغرب و إفريقيا لإنتاج اللقاحات، مؤكدا في في حوار خاص مع جريدة “العمق المغربي”، أن مصنع بنسليمان لتصنيع اللقاحات، تم تغيير اسمه ليصبح وكالة أو شركة بيولوجية مغربية.
جاء ذلك في إطار لقاء حواري نظمه المجلس المغربي للشؤون الخارجية يوم الخميس في الرباط، حيث أكد سعادة السفير لي تشانغلين، سفير جمهورية الصين الشعبية في المغرب، أن الصين تعتبر المملكة المغربية شريكا استراتيجيا ووجهة مميزة لاستثماراتها، مشيرًا إلى العلاقات الاستراتيجية المتنامية بين البلدين.
وشدد السفير الصيني على أن العلاقات بين الرباط وبكين تشهد ديناميكية استثنائية، مشيدًا بتقارب وجهات النظر بين البلدين في القضايا العالمية الكبرى ودعمهما للتعددية.
وفي حديثه استعرض الدبلوماسي أبرز معالم التعاون بين الصين والمغرب في المجال الصحي، معتبرا أن التعاون بين البلدين شهد مرحلة مهمة خلال جائحة كورونا، حيث تم توفير اللقاحات للمغرب من قبل الصين عبر شركة “سينوفارم”، والتي أرسلت كميات كبيرة من اللقاحات إلى المملكة، ما يعد تطورا مهما في مجال التعاون الصحي.
وأضاف لي تشانغلين أن الإنجازات التي حققها المغرب في مختلف المجالات، من استقرار سياسي إلى بنية تحتية مؤهلة للاستثمار، جعلت منه وجهة مفضلة للاستثمارات الصينية، مشيرا إلى أن المغرب أصبح لاعبا رئيسيا في مجالات الصناعة والسيارات والنسيج، وهو ما يعكس تزايد الاهتمام الصيني في المملكة.
وأشار المتحدث ذاته، إلى أن هذا العام يوافق الذكرى الخمسين لإرسال الأطباء الصينيين إلى المغرب، وهو ما يعكس عمق الصداقة بين البلدين، خاصة في القطاع الصحي.
وأوضح السفير الصيني أن مدينة شنغهاي تعمل حاليا مع السلطات المغربية للاحتفال بهذه المناسبة المميزة، حيث بدأت الصين في إرسال أطباء من شنغهاي إلى المغرب منذ عام 1975، مسجلا أن هؤلاء الأطباء يعملون حاليا في 8 مواقع مختلفة في المغرب، خصوصا في المناطق النائية، ويقدمون خدمات طبية ذات قيمة عالية، وهو ما يعكس التزام الصين بمساعدة المغرب في قطاع الصحة.
وأشار المسؤول الصيني إلى أن هؤلاء الأطباء، على الرغم من أنهم مطلوبون بشدة في الصين، إلا أنهم يقضون عامين في المغرب ويشعرون بفرح كبير لخدمة المرضى المغاربة.
وفي هذا السياق، أشار السفير إلى النمو الملحوظ في التبادلات التجارية بين البلدين، والتي تجاوزت 7 مليارات دولار أمريكي، مؤكدا أن هذه الزيادة ناجمة عن الشراكات القوية التي تتيح تبادل الخبرات وتعزيز فرص التعاون التجاري بين الصين والمغرب.
وتطرق لي تشانغلين إلى زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ الأخيرة إلى الدار البيضاء، معتبرا إياها خطوة هامة لتعزيز وتنويع العلاقات الثنائية. كما أوضح أن هذه الزيارة ستعطي دفعة جديدة للعلاقات الصينية المغربية، ليس فقط في المجال التجاري، بل أيضا في التعاون السياسي والاقتصادي.
وفيما يخص التعاون مع إفريقيا، أورد السفير الصيني على أهمية القارة السمراء في السياسة الخارجية لكل من المغرب والصين. وتابع حديثه قائلا: ” أن المغرب يعد شريكا أساسيا في المبادرة الصينية “الحزام والطريق”، مشيرا إلى أن البلدين يتشاركان في رؤية مشتركة لتنمية إفريقيا من خلال التعاون في مجالات التعليم، وتكوين الشباب، وتسريع النمو الاقتصادي”.
كما لفت لي تشانغلين إلى أن الصين والمغرب يتطلعان إلى تعزيز شراكتهما في مجالات جديدة مثل الذكاء الاصطناعي والطاقة المتجددة، مؤكدا أن هناك رغبة مشتركة في دفع التعاون إلى مستويات أعلى، بما يعود بالنفع على الشعبين ويعزز العلاقات بين الصين والمغرب.
ويذكر أن هذا اللقاء جمع باحثين وأكاديميين ودبلوماسيين لمناقشة فرص التعاون المستقبلي بين البلدين، مما يعكس حجم التطور الكبير الذي تشهده العلاقات الصينية المغربية على كافة الأصعدة.