مع اقتراب عطلة عيد الربيع في الصين، شهد المتحف المصري الوطني في وسط القاهرة ازدحامًا كبيرًا. حيث يتوافد الزوار بكثرة لمشاهدة المعروضات الشهيرة مثل تمثال الفرعون توت عنخ آمون. كما وتجمع عدد كبير من السياح الراغبين في استكشاف تاريخ الفراعنة المصريين أمام مدخل قاعة عرض القناع الذهبي للفرعون توت عنخ آمون.
وعبر المرشدون السياحيون المصريون الناطقين باللغة الصينية عن انشغالهم الكبير مؤخرًا. وقالوا ان اعداد السياح الصينيين القادمين إلى مصر تشهد تزايداً ملحوظاً، وغالبًا ما يبقى هؤلاء المرشدون مشغولين حتى ساعات متأخرة من الليل. الا انه و رغم التعب، فإن تقديم الثقافة المصرية للزوار القادمين من بعيد يعطيهم شعورًا بالإنجاز والسعادة.
أما السياح القادمين من هوبى، فقد استمتعوا بزيارة الأهرامات والمتحف، ويخططون أيضًا للذهاب إلى الأقصر في الجنوب ومدينة الغردقة على ساحل البحر الأحمر.
بينما اختار بعض السياح من شنغهاي مسارًا مختلفًا؛ بعد تجربتهم للغطس في البحر الأحمر وركوب المناطيد في الأقصر، وصلوا إلى القاهرة، حيث أنهوا رحلتهم التي استمرت أسبوعًا. وقالوا: "سنفكر في العودة إلى مصر، لأن هذه الزيارة كانت قصيرة جدًا، وهناك العديد من المعالم التي لم نقم بزيارتها ولم نتعمق في فهم الثقافة المحلية."
وقد صرح رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي في 1 يناير بأن عدد السياح الذين زاروا مصر في عام 2024 سيتجاوز 15.7 مليون سائح، وهو رقم قياسي تاريخي. ومن المتوقع أن يفتح المتحف المصري الكبير أبوابه في عام 2025، مما يساهم في تحقيق هدف استقطاب 18 مليون سائح.
تحتفل مصر والصين في عام 2024 بالذكرى العاشرة للعلاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة بينهما، حيث تم تنظيم مجموعة متنوعة من الفعاليات الدبلوماسية والتجارية والثقافية والسياحية، مما ساهم بشكل كبير في تعزيز وتطوير التبادل بين البلدين. وأشار السفير الصيني في مصر، لياو لي تشيانغ، إلى أن حركة الأفراد بين البلدين تزداد بشكل متزايد، حيث وصل عدد الرحلات المباشرة الأسبوعية إلى 32 رحلة، ومن المتوقع أن يصل عدد السياح الصينيين إلى مصر في عام 2024 إلى 300 ألف سائح.
وفي سياق متصل، قال وزير السياحة والآثار المصري، شريف فتحي، في مؤتمر السياحة الصيني الذي عُقد في أكتوبر الماضي، إن مصر تعمل على دفع إصلاحات شاملة في قطاع السياحة، وتخفيف القيود، وجذب استثمارات جديدة، حيث تعتبر الصين واحدة من الأهداف المهمة لجذب الاستثمارات.
وأفادت الهيئة المصرية للترويج السياحي أن الحكومة قدمت عدة خدمات وتسهيلات مخصصة للسياح الصينيين، بما في ذلك وضع لافتات باللغة الصينية في المعالم السياحية مثل الأهرامات والمعابد، وزيادة عدد المرشدين السياحيين الناطقين بالصينية، وتشجيع المزيد من الفنادق على تقديم خدمات الطعام الصينية.
وفي مقابلة مع وكالة شينخوا، أشار محمد عثمان، رئيس مجلس تسويق السياحة الثقافية في صعيد مصر، إلى أن عددًا متزايدًا من السياح الصينيين يميلون إلى اختيار وجهات سياحية تجمع بين المواقع التاريخية والمناظر الطبيعية، مما يجعل مصر خيارًا مثاليًا. ودعا إلى زيادة عدد الرحلات الجوية بين البلدين، وحث شركات السياحة المصرية على تعزيز التعاون مع الشركات الصينية لتقديم خدمات سفر متنوعة تناسب السياح الصينيين.
وأختتم صبحي حديثه قائلاً: "من الجميل أن يأتي أصدقاء من بعيد!" وأضاف: "السياح الصينيون مهتمون بتاريخ مصر وثقافتها، وأتمنى أن أتمكن من تقديم أفضل الخدمات لهم، ليشعر كل زائر بحفاوة وود مصر."