بكين - أكد الرئيس الصيني شي جين بينغ، الأمين العام للحزب الشيوعي الصيني ورئيس الدولة ورئيس اللجنة العسكرية المركزية، صباح اليوم الثالث من أبريل، خلال مشاركته في فعالية زراعة الأشجار التطوعية في العاصمة، أن زراعة الأشجار وتشجير الغابات تُعدّ جزءًا أساسيًا من بناء الحضارة البيئية. ودعا جميع المناطق والإدارات إلى تعزيز التحرك، وحشد الكوادر والجماهير للمشاركة النشطة في جهود التشجير والتخضير، وتبني مفهوم التنمية الخضراء، ونشر ثقافة البيئة، وتوحيد الجهود لبناء قوة عظمى لتحقيق الصين الجميلة، لتزداد أرض الوطن خضرة وحيوية.
وفي أجواء الربيع البهيجة التي تسبق عيد تشينغمينغ (عيد تطهير المقابر)، وبينما تكتسي بكين بجمال الطبيعة ونسمات الهواء العليلة، وصل قادة الحزب والدولة، ومن بينهم شي جين بينغ، لي تشيانغ، تشاو ليجي، وانغ هونينغ، تساي تشي، دينغ شيويشيانغ، لي شي، وهان تشنغ، في تمام الساعة 10:30 صباحًا إلى ضفاف نهر يونغدينغ في منطقة فينغتاي، حيث انضموا إلى الكوادر والجماهير في فعالية زراعة الأشجار التطوعية.
يقع موقع التشجير في الجزء التجريبي من الممر الأخضر لنهر يونغدينغ، وهي منطقة تتميز بتنوع أنظمة المياه، بمساحة مائية تمتد لسبعة كيلومترات متواصلة، ويجري تطويرها لتصبح ممرًا أخضر على ضفاف النهر يجمع بين وظائف الحفاظ البيئي والترفيه البدني.
وعندما رأى الحضور الرئيس شي يصل، استقبلوه بحماس وتحيات حارة، فردّ عليهم بتلويح يده، ثم التقط مجرفة وتوجه إلى موقع التشجير، حيث عمل جنبًا إلى جنب مع مسؤولي بلدية بكين ومكتب الغابات والمراعي الوطني، إلى جانب الكوادر والجماهير وأعضاء فرق الرواد الشباب، في جو من النشاط والتعاون.
وحفر الرئيس شي الأرض، وشكّل السدود الترابية، وسقى الأشجار، حيث زرع عدة أنواع من الشتلات مثل الصنوبر الزيتي، والصفصاف ذهبي الأغصان، والخوخ الجميل، وشجرة العجلة، والدردار الصيني، والقيقب الياباني. وخلال العمل، تبادل الحديث مع الأطفال حول دراستهم وحياتهم وممارساتهم العملية، مؤكدًا أن الحياة الجميلة تُبنى بالعمل، وحث الشباب على حب العمل والطبيعة، والمشاركة في أنشطة خيرية مثل زراعة الأشجار، لتقوية أجسادهم وصقل إرادتهم وزيادة معارفهم، محققين بذلك التنمية الشاملة في الأخلاق والعقل والجسم والجمال والعمل. وعمّ الموقع جو من الحماس والنشاط المكثف.
وخلال الفعالية، تحدث شي مع الكوادر والجماهير بحميمية، مشيرًا إلى أن نسبة الغطاء الحرجي في الصين تجاوزت 25%، مساهمةً بنحو ربع مساحة التخضير العالمية المستحدثة. وبفضل الجهود المستمرة، أصبحت صحراء تاكليماكان تتزين بـ"وشاح أخضر"، واستعادت رمال كولشين مظهر السهوب العشبية، وهي إنجازات لم تكن سهلة. وأضاف أن تحسن البيئة هو ما يلمسه الشعب بشكل مباشر وملموس، لكنه شدد على أن إجمالي موارد الغابات والمراعي في البلاد لا يزال محدودًا، وجودتها تحتاج إلى تعزيز، داعيًا إلى معالجة المشكلات البارزة والسعي لتحقيق تقدم سنوي.
وأوضح شي أن تخضير الوطن يتطلب الجمع بين توسيع المساحات الخضراء وتنشيطها وحمايتها، مع تعزيز الربط بين "المستودعات الأربعة": غابات كمخازن مياه، ومصادر ثروة، ومخازن حبوب، ومستودعات كربون. ودعا إلى التركيز على "رفع الجودة" عبر تحسين هيكل الغابات وإدارتها، ورفع جودة السهوب، و"تنشيط الصناعة" باستخدام أساليب إصلاحية لتفعيل موارد الغابات والمراعي وتطوير صناعتها، و"إفادة الشعب" بزيادة المساحات الخضراء القريبة وجمال المناظر أمام العيون، وتوسيع فرص العمل وزيادة الدخل من الغابات والمراعي.
وشدد شي على أن زراعة الأشجار التطوعية هي عمل شعبي يجب أن يستمر جيلًا بعد جيل، مع تعزيز الوعي بالمسؤولية، وابتكار طرق المشاركة، وتقوية الدعم الخدمي، لضمان تنفيذ الفعالية بجدية ورفع فعالية التشجير باستمرار.
وشارك في الفعالية أعضاء المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني وأمناء الأمانة المركزية وأعضاء مجلس الدولة الموجودون في بكين.
