عيد منتصف الخريف المعروف أيضًا باسم مهرجان القمر، عيد القمر، عيد عبادة القمر، عيد اكتمال القمر، عيد التجمع العائلي، وغيرها من الأسماء، هو أحد الأعياد التقليدية الشهيرة في الصين. يُحتفل به في اليوم الخامس عشر من الشهر الثامن حسب التقويم القمري، ويُطلق عليه هذا الاسم لأنه يقع في منتصف فصل الخريف. يُعتبر هذا العيد واحدًا من الأعياد التقليدية الأربعة الكبرى في الصين، إلى جانب عيد الربيع، عيد تشينغ مينغ، وعيد قوارب التنين.
نشأ عيد منتصف الخريف في الصين من عبادة الأسلاف للظواهر السماوية، وتطور من طقوس عبادة القمر في العصور القديمة. مع مرور الوقت، اندمجت فيه العديد من العادات والتقاليد مثل طقوس عبادة القمر من قبل الأباطرة، احتفالات الخريف، الاستمتاع بمنظر القمر، بالإضافة إلى الأساطير المتعلقة بقصر القمر. في 1 يناير 2008، أدرجته الحكومة الصينية كعطلة وطنية رسمية.
منذ القدم، ارتبط عيد منتصف الخريف بالعديد من العادات الشعبية مثل عبادة القمر، الاستمتاع بمنظره، صنع الفوانيس، حل الألغاز المرتبطة بالفوانيس، رقص التنين الناري، حرق الأبراج، تناول كعك القمر، شرب نبيذ زهرة الكريز، وغيرها من الطقوس التي لا تزال تُمارس حتى اليوم.
على مدى قرون، تطور عيد منتصف الخريف وحمل في طياته ثقافة صينية غنية وعميقة. جمع بين الطقوس القديمة والأساطير العديدة مثل أسطورة "تشانغ آه تطير إلى القمر"، "وو غانغ يقطع شجرة الكريز"، و"الإمبراطور تانغ مينغ هوانغ يزور قصر القمر"، مما أضاف له أبعادًا ثقافية غنية. كما ألهم العيد الأدباء والشعراء لكتابة العديد من القصائد والمقالات، وأصبحت فكرة "التجمع العائلي" المحور الرئيسي للثقافة المعاصرة لهذا العيد.
يرمز اكتمال القمر في هذا العيد إلى اتحاد العائلة، ويعبر عن الشوق إلى الوطن والأحباء، مع تمنيات بالحصاد الوفير والسعادة. يُعتبر هذا العيد تراثًا ثقافيًا غنيًا ونفيسًا. في 20 مايو 2006، أدرجته الحكومة الصينية في قائمة التراث الثقافي غير المادي الوطني. بالإضافة إلى الصين، يُحتفل بهذا العيد أيضًا في اليابان، شبه الجزيرة الكورية، وجنوب شرق آسيا.
